Thursday, June 10, 2010

مقال مقتبس للكاتب / حاتم محمد صالح


هذا المقال مقتبس من صحيفة النخبة الالكترونية بقلم للكاتب حاتم محمد صالح و الحائز على أفضل تقييم و ترشيح بالصحيفة المذكورة.....و إنا أورده هنا لأنه يعبر عن عن ازمتنا الحقيقية, و استميح الكاتب بأن انشره على صفحتي بالفيس بوك.
سرور

الحكام في السودان خلاط العقل و قلة الأصل
حاتم محمد صالح


في بلد استحال فيه تحقيق أهم مقومات الدولة الموحدة الحديثة – في بلد لازمه التشرذم و التعالي و الاستبداد و الفساد و أخيرا الفشل , و ذلك لسنين عددا خلت من عمره القصير كدولة و الضاربة في القدم و التاريخ كشعوب متنوعة الأعراق و الثقافات عاشت و مارست حيوات و نشاطات و ديانات مختلفة على رقعة من الأرض سماها الآخرون السودان رقعة ممتدة من الأرض كونت فيها كل مجموعة من البشر ثقافتها و سلوكها الاجتماعي على درجة كبيرة من عدم الانسجام و التناغم , و مع ذلك فان كل ما حدث من صراعات و حروب و مناوشات لم تكن لتخرج من إطار الصراع الاقتصادي على الموارد أو طموحات التوسع في مساحة الأرض من اجل تحقيق السيطرة الاقتصادية من منطلق لتحقيق سيادة القبيلة التي تعمل على ديمومة قيمها الاجتماعية في داخلها و بين أفرادها , فكل ما لدى الجماعة البشرية من سلوك و أشياء يعتبر شعائر مرعية ظل ذلك يحدث في السودان و ينتظم ثقافته و تاريخه البشرى الانقسامي حيث تنقسم المجموعة البشرية إلى قبائل و القبيلة إلى عشائر و هلم جرا فأصبح المجتمع منفصل عن بعضه البعض إلى درجة من النفور و الحيرة و عدم الانسجام إلى يومنا هذا نتيجة لعدم قدرة هذه الجماعات و القبائل و الثقافات للانسجام مع بعضها البعض في اى حال من الأحوال ، فالسودان كرقعة جغرافية هي مكان مبهم تحركت فوق أرضه العديد من القبائل و الاثنيات و الأجناس و الثقافات عبر التاريخ القديم و الحديث و مورست على أرضه العديد من أنواع الحياة لملايين السنين، و ما إنسان السودان الحديث إلا وارثا لأرض تمت إزاحة أهلها الأصليين شرقا و غربا في صيرورة تاريخية لم يكن منها بد.
و على هذا المنوال ظل السودان يعيش أزمة في الثقافة و السياسة الموحدة لردح من الزمان لا يمكن الاستهانة به و للمبالغة ظل هذا الوضع المهترىء قائم حتى يومنا الذي نحن فيه هذا, من حيث الثقافة ظلت كل جماعة بشرية أو قبلية منكفئة و متمركزة على أفكارها و سلوكها و ثقافتها لا تعطى و لا تاخذ ، و مما يميز السودان للمراقب الثقافي انه أكثر المجتمعات انغلاقا اى أن الثقافات القبلية و الجماعية فيه منغلقة على نفسها (eccentric cultures) ) و هذا النمط من السلوك الثقافي جعل منه مجتمعا عنصريا و ذاتيا و جهويا بامتياز وبعد التغلغل الايدولوجى الذي تم بدخول العرب المسلمين إلى السودان بزيادة الطين بلة ، و تحول من مجتمع القبيلة المنغلق و المتركز و الخائف على كينونته إلى مجتمع طائفي اقصائى اعتمد على علاقات ثيولوجية و تبنى لغة مشحونة بالدين و التعصب و من ثم الشعوذة. تبع ذلك التعالي و المبالغة بمطالبة كافة الثقافات و الديانات و الأعراق أن تتحول إلى عربية مسلمة و إلا فلن يكون لها وجود على وجه هذه البسيطة، مما زج بالبلاد في أتون حروب دينية و جهادية أوصلت البلاد إلى التمزق الحتمي و بان تحتفظ كل جماعة برقعتها من الأرض و الثروة و تنشىء على ظهرها دولة خاصة بها بدلا من العيش في ظل حكام يستبدون و يضطهدون و يتعالون على كل ما هو غير عربي و غير اسلامى، و كأنما السودان قد وجد بوجودهم,، ناسين أن وجود أهل السودان سابق لنزول الإسلام نفسه ، كان في السودان بشر يعيشون و يتنفسون قبل ظهور الإسلام و تمسكوا بثقافاتهم و دياناتهم التي قدمت لهم الكثير في حياتهم و احترمت إنسانيتهم لم تضطهدهم و لم تضعهم بالدرجة الثانية و لم تعتبرهم عبيدا . فلو احترم حملة الإسلام الناس و ثقافاتهم بتحقيق العدل و المساواة لهم لما كان هنالك خلاف أو مشكلة، فبما أن الدين و هنا أعنى اى دين من الواجب أن يخاطب العقل و بذلك يكون قد فهم منشأ الثورة و التغيير فلا تكون هنالك مشكلة على الإطلاق, أما إذا خاطب الدين المشاعر السطحية و أفكار السيطرة و التعالي فانه لا محالة عرضة للرفض و المحاربة و الثورة و التخندق، لان في التعالي و الاستبداد و المفاهيم المطلقة و عدم قبول الآخر اعتوار للمشكل الوجودي للأخر و اعتداء على حقه في خياراته و خيارات كيفية أن يحقق أحلامه بالحرية ككائن حي, ففي هذه الحال يجد انه في حل عن التواجد في حياة لا تتسع لأحلامه و مصيره فتحدث العملية الجراحية المعقدة و هي الثورة ليس بمفهومها المسطح و إنما بمفهومها العملي الحاسم و الدليل الماثل إمامنا هو الانفصال المحتوم لجنوب السودان اليوم و الذي هو نتيجة لثورة عملية ضد الاستبداد و الظلم و الاضطهاد و التعالي الديني و العنصري و الحروب التخريبية باسم الجهاد, هذا السلوك الدين اللاعقلاني
المتعصب عنصريا اخذ يطل بوجهه القبيح و على مستوى ما يسمى بالنخبة الحاكمة, و لا نستطيع أن نقول أنها المرة الأولى فقد ظهر من قبل في الدولة المهدية باستخدام كلمات مثل الكفار , و ممارسة الرق , و النسيج التاريخي للزبير باشا رحمة و في العام 1924 في مقالات المدعو " كشه" حين وصف على عبد اللطيف بالغوغاء و الرجرجة و لسان حاله يقول ما يعف عنه اللسان- و لكن في نهايات الحكم المايوى البغيض ، مرورا بالفترة التي انتعش فيها الاتجاه الاسلامى تحت قيادة حسن الترابي أخذت الأصوات تعلو بألفاظ مثل الجهاد و المشروع الاسلامى و الحرب ضد الكفار و إبادتهم و اسئصال شأفتهم من بلاد السودان المسلمة المقدسة، لم تقف الأمور عند هذا الحد بل اخذت منحى آخر أكثر تعقيدا و هو المنحى العرقي , إذ أن فرض قوانين الشريعة الإسلامية لم يقع ضحيته سوى الأفراد من الجماعات العرقية التي منها الذي يدين بالإسلام و منها الذين لا يدينون بالإسلام ممن ينتمون إلى جماعات عرقية زنجية , و كان معظمهم من أبناء الإقليم الجنوبي الذين تم تدمير حياتهم تماما بالقطع العشوائي للايدى و الأرجل و القطع من خلاف لاعداد كبيرة من المواطنين السودانيين و جلهم كما سبق و إنا أتكلم كشاهد عيان إذ كنا من ضمن جمعية لحماية مبتوري و ضحايا قوانين الشريعة الإسلامية التي أنشاها بيتر كوش المانى مقيم بأم درمان) و ما أريد قوله هنا أن هذا السلوك قد خلف جرحا عميقا في النفوس و اظهر الميول الانفصالية الواضحة , سوى أن كان مقصودا أو لقلة العقل و الفشل السياسي الذي اتسمت به ما يسمى بالنخب السياسية في السودان.
الانقياد و التبعية و الخدعة
ما سبق من سلوكيات ثقافية و سياسية و حتى عسكرية لا يعبر فقط عن فرضية لمشكل ثقافي أو عرقي أو هوياتي محلى بل ربما يعبر أيضا عن إثارة لصراع و تبعية إقليمية على نسيج فرض السيطرة و التلاعب بفكرة التفوق العرقي و الخوف من ذوبان الهوية، و هذا صراع له مبرراته إذ إن القوى السياسية و الفكرية الجهوية الإقليمية عملت و لزمن طويل لان لا يحقق السودان اى وحدة و بنسيجه الحالي المتنوع و الذي يحمل تاريخا و ثقافة لا مثيل لها و قدرات اقتصادية و إمكانيات ماديه عالية لها خطورتها و تأثيرها على المستوى الاقليمى، فتم استغلال فكرة الدين و العروبة، و التي كانت قد تبنتها النسخة المثقفة من الحكام في الشمال و عملت على فرض الهوية العربية و الإسلام على كافة أهل السودان و ذلك من خلال فرض ذلك خلال أجهزة الإعلام و عمل دواوين الدولة باللغة العربية و المناداة بالإسلام في تجاهل و تخلى واضح و سافر عن ثقافات كثيرة أخرى لها استحقاقاتها وجدت و عاشت على ارض السودان و إهمال و تهميش لأهل هذه الثقافات و الديانات الأمر الذي خلف الكثير من المرارات لأن هذه الجماعات و الثقافات لم تترك لشأنها فحسب بل بدأت توجهات عليها بالإرغام و الاجبار على الإيمان و الاعتناق لدين و لغة و ممارسات و سلوكيات ليست مرفوضة من جماعات مستقرة فحسب و إنما غير معروفة و غير مرغوب فيها أيضا، فالحكام في الشمال لقلة عقلهم و بحثهم عن أصول عرقية ينتمون إليها و قعوا في أحضان أول كذبة و خدعة قدمت اليهم على أنهم عرب اقحاح يرجع نسبهم مباشرة إلى العترة الشريفة و إلى الرسول محمد (ص) ابتلعوا الطعم و صاموا عليه، و صدقوا الكذبة و اشتروا بضاعة بائرة.
الطائفية ، حكم الفرد و التلاعب بالخوف
التعريف العلمي للطائفية: بأنها التعصب ، و التمييز و إثارة الكراهية و خلق الفتن بين المجموعات سواء أن كانت متنافرة أو متصالحة و الاستفادة من الانقسامات الدينية و الحزبية لاى حركة سياسية ، و بعض الجماعات الدينية أو السياسية قد ترى أن الحل الوحيد لكل مشاكلها الكونية و نجاح أهدافها يكمن و يتطلب التحويل القسرى للآخرين إلى الإيمان بمفاهيمها و عقائدها و أن تحقيق ذلك يتوجب تصفية خصومها و معارضيها. (1)
و من هذا المنطلق فان الطائفية ليست سوى وجه ا خر للديماجوجية إذ يعتمد على الفوارق و المقاييس المحلية التي تحددها الطائفة باعتبارها الحكم على الآخرين من واقع نظرتها إلى ذاتها ككيان متفوق على الآخرين سوى إن كان هذا التفوق ذو طابع ديني أو عرقي أو اقتصادي ، معتمدا فلسفة التلاعب بالخوف للسيطرة على أفراده و الجماعات التي يتولى حمايتها و في إطار ذلك و لتبقى على الولاء المضروب حولها تعمل و باستمرار على بذر الخوف في أوساط جماهيرها تارة بالخوف على ذوبان الهوية و الدين و العرق و أخرى خوفا من الغزو الثقافي و في أحيان كثيرة خوفا من عدو لا وجود له على الإطلاق , فالطائفية تلوح بهذه العصي الغليظة و تطرح نفسها المخلص الوحيد و البطل التراجيدي للخروج و الاستراحة من كل هذه المخاوف المحيطة بجماهير الطائفة و التي غالبا ما يتسنم قيادتها فرد واحد يتنسم أموال الاقنان و العبيد الذين يعملون مقابل هذه الحماية الهشة و يستمتع بالجواري و الغلمان و الأخدان, و من المفارقة إن يكون زعيم الطائفة الدينية علمانيا و لا علاقة له بالدين و لا هم يحزنون, و عليه فان الطائفية ليست سوى ممارسة سياسية ديماجوجية يلهث صاحبها وراء الكسب السهل الحرام على عرق الرجال الآخرين ، و لذا فان التجربة السياسية للطائفة لا تسمن و لا تغنى من جوع في العصر الحديث و إنما تغوص بالشعوب في أتون التخلف و الحروب و الانقسامات بسبب التعصب و الأنانية و هضم الحقوق و محاولات إقصاء الآخر.
فلقد لعب الدين دورا كبيرا في الصراع الشمالي الجنوبي في السودان كما إن دوره ظل مختلفا في الطرفين خصوصا في العلاقة الصراعية للحكومة ضد قوى المعارضة في الجنوب , فقد خاضت الجبهة الإسلامية حربا ضروسا بمجرد ما أتيحت لها الفرصة لذلك في إطار جهودها لتعريب و اسلمت الجنوب بالإرغام و الإكراه مستخدمة كافة الإبعاد الطائفية لتمييز و أكراه و إرغام الغير على الإيمان بمعتقدات ليست هي باى حال من الأحوال أو جزء من ثقافته او مقبولة او مقنعة له، فهو بالفعل منطلق متعال و اقصائى لفكر الآخرين و معتقداتهم و بالتالي فقد لعب الدين دورا سلبيا بدخوله في الحياة الخاصة للشعوب و الجماعات و تم من خلاله الاعتداء على حقوق الآخرين فيما يعتقدونه و هي خطوط حمراء في مفهوم الحرية و الإنسانية و حتى الدين.
إن نهج التعصب الديني لنظام طائفة المؤتمر الوطني ، جعلها تشن حربا وحشية على جماعات بعينها من المواطنين ، من اجل فرض ثقافة و لغة و دين بالاكراة وبقوة السلاح على هذه الجماعة أو تلك متمثلة في فرض قوانين الشريعة الإسلامية على جميع إرجاء البلاد و المعروف أن ليس جميع الناس في السودان مسلمون و بعضهم لا يعلمون عن الإسلام شيئا البتة .
و على هذا المنوال ظل الجنوب هدفا لحرب وحشية مستمرة من قبل الحكومات الإسلامية في الخرطوم، من اجل تصفية الجنوب بوصفه شق كافر و يجب محوه من الأرض، غير أن الأمر لم يكن كذلك فقط فالصراع استمر في تلك الذهنية الطائفية الكريهة إلى درجة وصلت إلى الأوصاف العرقية و العنصرية و التي يتم التفوه بها الآن في أجهزة الإعلام من خلال رموزهم السياسية و الإعلامية، و من نافلة القول أن الفكر الطائفي الديماجوجى الثيولوجى المقيت للجبهة الإسلامية أو المؤتمر أو الوطني أو سمه ما شئت , اختلط عليهم الأمر لان الايدولوجية التي يعتمدونها و ينتهجونها فاسدة و لا علاقة لها بالعصر الحديث أو بالفكر حتى، فما لبثوا أن وقعوا في أخطاء فادحة و متوالية و هم ينبحون كالكلاب و يرفعون عقائرهم بمشروعهم الحضاري الساقط على انه مشروع اسلامى و جهاد ضد الكفار عائدين بعقول الناس قرونا إلى الوراء منتهكة في طريقها حقوق الإنسان و المواطن، لقد قصفت الحركة الإسلامية بعقل المواطن السوداني و خدعته اختطفت و قتلت و اعتقلت خيرة أبنائه و القت بهم في اتون حرب غير ضرورية و لم يستفد منها احد سواهم لما اتيح لهم من نهب و سرقة لموارد البلاد و تفتيت الوطن ، ثم وصفت من كانت تخدعهم و تسميه شهداء و تأخذهم من أحضان أمهاتهم و تختطفهم من الطرقات و من مدارسهم ، بعد ما قضت الجبهة وطرها سماهم الترابي الوضيع "فطائس" .
ظلت طائفة الجبهة الإسلامية مفلسة ولا تملك ما تقدمه للسودان و عبر زمن طويل تنحدر بالسودان و السودانيين إلى منزلق القبلية و الطائفية الثيولجية و التخلف العقلي و الاقتصادي و ذلك يمكن أن نراه من خلال سلوكها و تحرشها بجماعات بعينها و لم تتورع في شن الحروب الشرسة و الوحشية و إلهاب العداء الديني و العرقي على و بين هذه الجماعات من اجل قطع دابرها و طمس ثقافاتها مع سبق الإصرار و إلا ما المبرر لحرب دارفور ، و تسليح قبائل ذات مواصفات و عداءات معينة ضد قبائل أخرى في نفس الوطن ، و السؤال من أعطى شرذمة طائفة الجبهة الإسلامية الوصاية أو بان تقوم بفرض ديانة أو معتقد أو عرق أو لون على أبناء السودان أو على ارض السودان و هل هم سودانيون؟ هل هي حكومة شريعية أصلا؟ أم أنها تلاعبت بالخوف على أهل الشمال بتخويفهم من زوال الحكم من أيديهم و زوال الإسلام من السودان و انقطاع العرق العربي منه؟ فصدقتهم العامة و ساندت وجودهم انطلاقا من هذه الأكاذيب الخائفة، فما لبثت أن شرعنت لنفسها و صدقت أكذوبة حكمها على السودان و تفرعنت ظنا من أنها لن تزول ، و هي لا تدرى أنها تعمل بجهد النمل لإزالة السودان , و الخاسر الأول و الأخير هو إنسان الشمال الذي اخذ على حين غرة بخدعة بئيسة. فعندما ينفض المولد و يذهب الجنوب و الغرب بما في ذلك (كردفان الغرة أم خيرا جوه و بره) هؤلاء الشينين الو سخانين كما وصفهم بوق السلطة الطيب مصطفى و مجذوب الخليفة الذي لم يتورع في وصف اركو مناوى بالعبد و على مجمع أم ما قولك في البشير العنصري الفاشل في قولته البذيئة في حق المرأة الغرباوية على لسان سليط اللسان الواجب قطعة ،حسن الترابي، او عندما وصف النميرى عبد الماجد خليل بالخانع و أن أولاد كردفان لا يستطيعون قلب طاقيته" ناسيا ان الخائن من يتاجر ويبيع الفلاشا ليلا ، و الخائن من يسرق سلطة الشعب و تضحياته و نضالاته و شهدائه ، كما تلصص هو ومن بعده الجبهة الإسلامية و سرقوا مقدرات البلاد و تاريخها و دمروا عقول أبنائها بالخرافات و الشعوذة و الدجل و مجالس البخور و الفقرا، و ليس ابناء كردفان اهل العفة و الأمان ، قلت عندما ينفض المولد و يذهب كل أناس إلى موطنهم و الحصول على الانفصال بالقوة و المساندة الدولية ، فمن الخاسر حينها، فيما يدبره حكامهم الكسبة ،الكذبة, القتلة فمن المؤكد سيقتلون أبناء دينهم و جنسهم فهم قليلى الأصل و هم خارج التاريخ و يبحثون عن أصل لهم خارج الحدود و ليتهم يجدونه
صحيفة النخبة الالكترونية
نشر بتاريخ 23-05-2010

Monday, May 24, 2010

arts and politics

This article is brought fro the below website , to ground some views to come in this blog
art.politics
"Contemporary mass-culture is historically necessary not merely as a result of the encompassment of life in its totality by monster enterprises, but as a consequence of what seems most utterly opposed to the standardization of consciousness predominat today, aesthetic subjectivism. True, the more artists have journeyed into the interior, the more they have learned to forgo the infantile fun of imitating external reality. But at the same time, by dint of reflecting on the psyche, they have found out more and more how to control themselves. The progress in technique that brought them ever greater freedom and independence of anything heterogeneous, has resulted in a kind of reification, technification of the inward as such. The more masterfully the artist expresses himself, the less he has to 'be' what he expresses, and the more what he expresses, indeed the content of subjectivity itself, becomes a mere function of the production process…"Theodor Adorno, Minima Moralia Part Three, 1946 - 1947
Art is politics. It is political as opposed to politics as management (ie. of state), a profession, a power play, manipulation or propaganda. As a matter of existence, art aims at the political as the ultimate means of emancipation, absolute freedom from commodification, if such is still possible. Art is a critical necessity as long as it fights being a part of the spectacle, as it aims to turn the spectacle upside down, as it exposes the 'culture industry.'The crisis of art and with it the artist in the 'center' (West) stems from the impossibility of politics as such, within the captured psyche of the consumer culture. Political correctness without the political agenda, or art as expression of the ethnic and sexual self is bound to be neutralized through the all encompassing spectacle. While this appears, as it did to Baudrillard, as the 'complete liberation' of art and the artist, free from the historical drive that kept the tradition alive, it also marks the disappearance of the impulse, the loss of the cause: Not that of a liberation en masse (a revolution), but it renders the production (ie. of culture) irrelevant as such.In the periphery the situation is just as bleak, as the tranquillized masses are more prone to turn into a mob of fascist/nationalist/religious thugs. The lie of globalisation, besides creating a monster as such, aims at a liberation of a different order, that of the capital and free enterprise. While it is business as usual, the power (ie government), already corrupted, becomes more oppressive, more violent. Yet still, if 'pockets of resistance' are a possibility, they are possible within the very pores of the military-police state, as the unavoidable necessity of existence, of simply 'being.'Ironically, the last refuge of art as politics comes around a full circle, to that of the historical avant-garde in the time of crisis, but with a difference, not as the history repeating itself in the historicism's bordello. To expand on Benjamin's 'optical unconscious' one demands a 'geographical unconscious', a slip of the tongue apart from the genetic, folkloric, regional, traditional and 'oriental.' In these parts of the world, the 'reflexes' of the totalitarian regimes are without a doubt on the oppressive side. But for the ordinary man, the accidental/instinctive favors a special blend of violence, pity and a deeper sensation of poverty that is peculiarly geographical. Already in Istanbul, owing to a long tradition, the civil organization of social space displays an autonomous charity of its own, rarely disturbed by the authority. While the post colonial sphere is marked by inept institutions of the western kind, Istanbul leads a life of its own, again disjunct between tradition and change, but nevertheless with a sense of decency, a comraderie as it surfaced after the 1999 earthquakes. The will of the artist-intellectual in this geography should follow from this, that is an acknowledged belief in the best intentions of the civillian majority, a kind of third world humanism.Hence the imposibility to turn inwards, a subjectivity of the work of art that misses the catastrophic existence, the scar of social consciousness. Only here the artist avoids being a proffessional and can afford to be a dilettante in order to defy being part of the spectacle as such. The bliss (as in ignorance) is the lack of institutionalized art that turns one's self into a 'specialist' in the specialized sphere of the production at large. Just as Istanbul still resists the logic of late capitalism and the multi-national corporation with its fractured economic organization, so can the artist produce without the burden of consistent, synchronised mode of professionalism that is demanded by the 'industry.' The amateur fascination with 'real life' out on the street leads to an affirmation of sorts: While life supercedes art along the way, emancipation should be sought on varied fronts, indeed through the phantasmagorical fraternity of the cyberspace.The phantasm of equality in the domain of the great equalizer, that is the world wide web, is bound to give way to a new alliance of the nodes of resistence that demand the recognition of differences. Once the dust is settled and the hype is over, and the commercialization of the cyberspace is complete, the second wave of the telematic revolution should aim at the politicizing of the web via truly artistic means. Referring back to Adorno, if the technique of the concentration camp is to make the prisoners like their guards, the murdered, murderers; and to abolish the difference to an absolute in the sense that nothing different survives, then the resistence is to find its path through the counter-flow of the information technologies, crisscrossing the popular media on the way in order to gather the momentum to overturn the tide. The inverse flow is where the collectivity finds its expression of being simply political, different.
pope@xurban, February 2001, xurban